البحر العجيب

البحر العجيب وشاطئه


رُحت أُبحر في سماء النداءات وهمس الكلمات فإذا بي أبحر في بحر لُجيٍ رائع، هواؤه عليل ونسماته تخترق مساماتي وتتغلغل في شراييني، ماؤه بارد والغريب أن طعمه حلو ليس مالح كبقية البحور، أما طيوره فهي بيضاء تشدو بأجمل الألحان، والشمس ترسل أشعتها بكل حنان،،،
وبعد أن صُلت فيه وجُلت وصلت إلى شاطئ جميل، يجلس فوق رماله أُناس لباسهم أبيض، وشعورهم سوداء، أما عيونهم جميلة لا تعرف الخيانة ملؤها المحبة والطيبة والوفاء، رحبوا بي وأصروا أن أُجالسهم، فوجدتها فرصة لأتعرف عليهم وعلىبحرهم، ودار بيننا الحوار التالي:
أنا: من أنتم؟ وما هذا البحر؟ وما قصتكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابوا: نحن أرواح بشرية، مرت بنا ظروف وشربنا من هذا البحر فصرنا كما ترى أما هذا البحر فهو قصتنا، أتريد أن تعرفها؟؟؟؟؟؟؟
أنا: بالطبع أريد
قالوا: إذاً اسمع،، كانت بدايتنا كما قلنا لك مع البشر، وعرفنا أجناسهم ومعتقداتهم وأسلوب تفكيرهم ثم قُدر علينا أن نعشق ونحب فعشقنا وأحببنا فجئنا إلى هذا المكان وسهرنا الليالي وكتبنا القوافي حتى عطشنا فلم نجد سوى هذا البحر الذي كنا نعتقد أنه مالح ولكن استغربنا عندما ذقناه لأننا عرفنا انه حلو فجلسنا على شاطئه، نتمتع بمذاقه ونتأمل جماله حتى خرج لنا في ذات ليلة كائن غريب فسألناه: ما هذا البحر؟ فأجاب: إنه بحر الحب، وكلما شربتم منه ازددتم عشقا وجمالا وكرم خلق، فهذا هو الحب وهذا بحره وهذه قصتنا
فعدت من سماء النداءات وهمس الكلمات إلى واقعنا وأخذت أحدث الناس عن ما رأيت وعن الحب وما يفعل بأهله من زيادة في مكارم الأخلاق فلم يصدقوني وأخذوا يسبوني ويتهموني بالانحلال والمجون فتركتهم وجئت إليكم لأخبركم وكلي أمل أن تصدقوني