يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) [الفرقان: 47]، فالنوم معجزة عظيمة لا يزال العلماء يكتشفون أسراره ....
توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن النوم، يريح الدماغ ويفسح المجال لتعلم أمور جديدة, فضلاً عن كونه يساعد على الاحتفاظ بالذكريات لفترة أطول.
ويعتقد علماء الأعصاب, طبقاً للدراسة التي أجريت بكلية الطب في جامعة واشنطن أن نشوء نقاط اشتباك عصبية جديدة هو أحد المفاتيح الأساسية التي تسمح للدماغ بترميز الذكريات ومراكمة المعلومات.
وقال المعد الرئيسي للدراسة بول شاو إن ثمة أسباباً كثيرة تحول دون نشوء نقطة اشتباك عصبية في الدماغ ومن بينها المساحة المحدودة للجمجمة. وتمكن هذا الباحث من ملاحظة نشوء نقاط اشتباك عصبية جديدة عند الذباب خلال مرحلة التعلم، وقال إنه لاحظ أن النوم يساهم في ترك مساحات أكبر لتكوّن هذه النقاط.
واستخدمت الدراسة ذبابًا معدلاً جينيًّا من أجل التمكن من مراقبة نمو نقاط الاشتباك العصبية الجديدة، وهي النقاط التي تتواصل من خلالها خلايا الدماغ, وذلك لأن نوم الذباب شبيه إلى حد كبير بنوم البشر.
هذه الدراسة تذكرنا بقول الحق تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
فالنوم آية ومعجزة تشهد على قدرة الله تعالى، ولولا النوم لما أمكن للإنسان أن يستمر أن يستقر على هذه الأرض.
والنوم عملية استراحة لأجهزة الجسد واستراحة للدماغ أيضاً، لأن الدماغ يقوم بأعمال أخرى أثناء النوم بسبب الراحة التي تمنحها له عملية النوم، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) [النبأ: 9].
والسؤال: هل نحمد الله تعالى على نعمة النوم؟
والآن هل علمنا لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عندما يستيقظ من نومه (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)؟ فانظروا معي كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام أدرك أهمية النوم في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن أسرار النوم، ألا يدل ذلك على صدق رسالته عليه الصلاة والسلام؟